التوفيق بين الدين والفلسفة عند فلاسفة الإسلام فى الأندلس | Ilmu Hadis

assets.com

اسم : عقيل محمد                   كتاب : التوفيق بين الدينوالفلسفة عند فلاسفة الإسلام فى الأندلس
رقم : 1551007         مؤلف : دكتور عبد المقصود عبد الغنى عبد المقصود
قسم : علوم الحديث

التوفيق بين الدين والفلسفة
عند فلاسفة الإسلام فى الأندلس
فكرة عامة عن موضوع التوفيق بين الدين والفلسفة
يعتبر موضوع التوفيق بين الدين والفلاسفة من الموضوعات التى فرضتها البيئة الإسلامية على فلاسفتنا. ذلك أن الفلسفة اليونانية بعد أن ترجمت إلى العربية ودخلت المحيط الإسلامى قد وجدت مقاومة شديدة مع العقاعد خاصة للمشكلات المتافيزية.
وكان على أنصار هذه الفلسفة و عشاقها من المسلمين أن يعلموا على تخفيف حدة هذه المقاومة وأن يمهدوا لها أرضا ثابتة فى الجتمع السلامى. وقد لجؤا لتحقيق ذلك إلى تلمس الأحاديث النبوية التى تمجد العقل الإنسانى وتدعوا إلى الإعتماد عليه واستخدامه فى التفكير.  
كما لجؤا إلى القران الكريم يلتمسون فيه الأية التى تدعو إلى التفكير والتأمل. وتفيد وجوب استغلال طاقات الإنسان الفكرية فى استكشاف أسرار الكون للوقوف على عظمة الخالق وما له من صفات الكمال والجلال.
وإمعانا فى هذا الاتجاه مال كثير من الفلاسفة إلى استعمال كلمة "الإعتبار" بدلا من الكلمة "الفلسفة" تفضيلا لها بناء على أصلها القرأنى.
ولا بد أن ننبه إلى أن هذا الخطوة التمهيدية لم تكن تكفى لتيطيد دعائم الفلسفة بين المسلمين، بل لابد من أن تتبعها خطوة أخرى أبعد من الخطوة الأولى، يقوم بها أنصار الفلسفة وعشاقها، وهذه الخطوة هي التوفيق بين الدين والفلسفة أو بين الوحي والعقل.
وعلى أي حال فإن فلاسفة الإسلام كلهم قد خاضوا فى هذا المجال، سواء فلاسفة المشرق, أم فلاسفة المغرب. فإذا كان فلاسفة المشرق بدءا من الكندى قد عملوا على التوفيق بين الدين والفلسفة. فإن فلاسفة الأندلس قد حذوا حذوهم فى ذلك، بل إنهم قد أولوا هذه القضية اهتماما أكثر من فلاسفة المشرق.
ولعل ذلك يرجع إلى اختلاف الظروف التى أحاطت بكلا الفريقين، ففلاسفة المشرق كانت بيئتهم تسمح لهم بقسط كبير من حرية التفكيرز بينما وجد فلاسفة الأندلس فى بيئتهم شيئا من الاضطهاد والتعصب الفكرى.
ومن ثم وجد الفلاسفة أنفسهم مضطرين فى هذه البيئة إلى العمل على التوقيق بين الإسلام والفلسفة، بل وإلى تخصيص الواحد منهم بعض مؤلفاته لهذا الغرض. وذالك ليأمنوا من ناحية على أنفسهم, وليبينوا للناس من ناحية أخرى أن الفلسفة لاتتعارض مع الدين، وأنهم يسعيان إلى هدف واحد وهو تحقيق الخير والسعادة للإنسان.
وبعد أن أشرنا إلى أهم الصور التى تنطوى عليها محاولات التوفيق بين الدين والفلسفة عند فلاسفة الأندلس والتى سيف  نقتصر عليها فى هذا البحث، نحاول أن تلقي الضوء عليها بشيء من التفصيل فيما يلي :

أولا : التوفيق بين الدين والفلسفة عند ابن مسرة
 ابن مسرة – محمد بن عبد الله بن مسرة – فيلسوف قرطبى غاش فى القرن الثالث الهجري. فقد ولد فى شعبان ستة 269 هـ ، وتوفى فى شوال سنة 319 هـ اشتغل بالجلد والمناقشات الكلامية وخصوصا مع المعتزلة، وتعددت رحالته إلى الشرق.
ولتحقيق ذلك حاول أن يثبت، اتفاق الفلسفة والدين، أو العقل والوحي فى رسالته التى ألفها لذلك، وهي رسالة ( الإعتبار ) التى نلقى الضوء عليها.
ثم يسوق ابن مسرة خلاصة قضيته فيقول عن هؤلاء المفكرين " فوجدوا الاعتبار يشهد للنبأ فيصدقه، ووجدوا النبأ موافقا للاعتبار لايخالفه، فتعاضد البرهان، وتجلى اليقين، وأفضت القلوب إلى حقائق الإيمان ".
ومن الجدير بالذكر أن ابن مسرة بهذا الموافق من الوحي والعقل كان له دور بارز فى تهيئة الأذهان فى الأنندلس لتقبل التفكير الفلسفى، مما يجعله رائدا لن ظهر بعده ونادى مثله فى تلك البيئة بأن الدين والفلسفة لايختلفان " من حيث الغاية، فهما يبحثان ويعلمان حقيقة واحدة بطرق مختلفة ".
لقد سجل ابن مسرة محاولته للتوفيق بين الوحي والعقل فى رسالته ( الاعتبار ) التى ألفها استجابة لرغبة تلميذه الذى كتب إليه يقول : إنه قرأ فى بعض الكتب أنه " لايجد المستدل بالاعتبار من أسفل العالم إلى الأعلى إلا مثل ما دلت عليه الأنبياء من الأعلى إلى الأسفل " وقد طلب من أساتذه أن يشرح له ذلك، وأن يذكر له بعض الأمثلة التى تؤيد هذا الخير.
وعلى أي حال فإذا كانت الرسالة لاتقوم بعملية التوفيق التفصيلى، فإنها تمهد لذلك تمهيدا تاما بما تضمنته من أسس هامة وضرورية تستند إليها عملية التوفيق، وأهم هذه الأسس تتخلص فيما يلى :
1.      أن طريقة الاعتبار والتفكير واجبة فى نظر الدين.
2.      أن الاعتبار هام وضرورى للدين.
3.      أن الاعتبار يتفق مع النبأ، ويتلاقى مع الدين.
ونوضح ذلك فيما يلى :
1.      طريقة الاعتبار واجبة، لقد فضل ابن مسرة لفط الاعتبار كما قلنا لماله من وقع فى النفوس المؤمنة المتدينة التى تنفر من لفظ فلسفة أشد النفور، وهذا اللفظ يمثل – فى نظر ابن مسرة – الأساس العقلى الاستبطائى للبحث والسعي وراء الحقيقة، وهو بهذا يرادف كلمة ( تفكير ) وكلمة ( تأمل ).
فهذه الطريقة إذن – فى نظر ابن مسرة – ليست شيئا سوى طريقة الفلاسفة المعهودة مضافا إليها العنصر الوجدانى.
ولا ريب فى أن ابن مسرة كان يهدف إلى أن يثبت قاعدة التفكير، ونظريات، وليس فى هذا ما يبرر اتهامه بسوء النية، لأن ما يريد إثباته هو ما يفهم من الأيات القرآنية الصريحة التى تحت الإنسان على التأمل والنظر فى خلق الله وصنعه ليدرك ما فيه من إحكام وإتقان.
2.     الاعتبار هام وضرورى للدين، يرى ابن مسرة أن الاعتبار ضرورى لتأييد الدين وتأييد ما جاء به الرسول من جهة، ولتحقيق اليقين للإنسان من جهة أخرى، واليقين أساس الثواب والسعادة، وقد صرح بأن الله تعالى قد حض فى كتابه على التقكر والاعتبار والتبصر، وبعث الأنبياء يبينون للناس الأمور الباطنة، ويستشهدون عليها بالآيات الظاهرة.
ثم يقول ابن مسرة عن طريقة الاعتبار " فبهذا الطريقة التى دل عليها الكتاب وأرشدت إليها الرسل، يكتسب النور الذى لايطفأ أبدا، وتستفاد البصائر الصادقة التى بها اقترب المتقربون من ربهم، ووصلوا فى الدنيا والآخرة إلى المقام المحمود، وعاينوا الغيب بأبصار قلوبهم، وعلموا علم الكتاب، فشهدت قلوبهم أنه الحق.
3.     الاعتبار يتفق مع النبأ ويتلاقى مع الدين، إن الفكرة الرئيسية التى تعد محور رسالة الاعتبار هي الفكرة التى تتلخص " فى أن المستدل بالاعتبار من أسفل العالم إلى الأعلىلايجد إلا مثل ما دلت عليه الأنبياء من الأعلى إلى الأسفل".
فالعالم وخلائقه كلها فى الأرض والسماء مجال يتأمل فيه المعتبرون، وإذا تأملوا وفكروا فيه استطاعوا أن يصلوا إلى إدراك الحق.
ومن الجدير بالذكر أن ابن مسرة لايكتفى بتقرير هذه الحقيقة، وإنما يحرص على تطبيقها من خلال تقديم مثال شارح موضح لها، لأن الحقيقة لاتتأكد ولاتكون مقنعة للناس إلا إذا كانت مصحوبة بالتطبيق العملى والمثال الشارح.
وما يزال ابن مسرة يحلق بنا فى أجواء من الستدلال الصاعد مسجلا ملاحظاته على ما يعتور النفس الإنسانية من ضعف وشيوخه ونقص وزيادة، ومنتهيا إلى أن عالم النفس رغم سموه، لا يصلح أن يكون تفسيرا لمظاهر التدبير فى جزء واحد، فضلا عن سائر الأجزاء من العالم.
وينتهى ابن مسرة فى هذه الرحلة إلى الوصول إلى مبدأ متعال، لا مثال له، ولا نهاية له, ولا بدء له، ولا جزء له، ولا غاية له, فتعالى الملك الأعلى.
ومن الجدير بالذكر أن ابن مسرة قد حرص على أن يصبغ الخصائص الفلسفية التى اعتاد كثير من الفلاسفة أن يطلقوها على هذا المبدأ الأعلى، بالصبغة الدينية المحضة، باستعمال الصفات النقلية والألفاظ الشرعية.
وينتهى ابن مسرة إلى تأكيد فكرة اتفاق النبأ مع الاعتبار أو الوحي مع العقل. ومع تقديرنا لعبقرية ابن مسرة التى ظهرت فى أفكاره فإننا لانوافقه فيما زعمه من أنه لم يأت نبأ عن الله بينا إلا وفى العالم آية دالة على ذلك النبأ، لأن هذا غير مسلم بالنسبة لكثير من الأنبياء التى تتعلق بالحياة الآخرة.

ثانيا : التوفيق بين الدين والفلسفة عند ابن طفيل
ابن طفيل أبو بكر محمد بن عبد الملك فيلسوف أندلس ولد بإحدى المدن القريبة من غرناطة فى أوائل القرن السادس الهجرى – قبل سنة 504، تعلم علوم زمانه ودرس الحكمة بأقسامها. وقد بقى ابن طفيل فى خدمة أبى يعقوب إلى أن توفى الخليفة سنة 580 هـ .
وعلى أي حال فإن ابن طفيل كان من المعجبين المقدرين للفلسفة، وإن كان لم يصل إلينا من كتبه غير رسالة أو قصة "حى بن يقظان" ونحاول أن نلقى الضوء على هذه القصة.
لجأ ابن طفيل إلى التعبير عن أفكاره الفلسفية من خلال هذه القصة بأسلوب رمزى نظرا للموقف العدائى الذى كان يفقه الفقهاء والعامة فى الأندلس من الفلسفة وقد أعرب ابن طفيل ععن السبب الذى دفعه إلى تأليف هذه القصة فأشار إلى أنها كانت استجابة لرغبة صديق سأله أن يبث إليه شيئا من أسرار الحكمة المشرقية التى ذكرها الشيخ الئيس ابن سينا.
وقد ذكر ابن طفيل أن حى بن يقظان قد وصل إلى هذه المرتبةبنفسه بغير أن يأخذ العلم، لأنه تربى تربية طبيعية.
لعلنا نستطيع أن نقرر أن القصة كما عرضها ابن طفيل تقدم لنا نمطا من الوفيق بين الدين والفلسفة أو بين الشريعة والحكمة، أو بين النقل والعقل، فما يصل إليه الإنسان بعقله من حقائق تتصل بالعالم الإلهامى يتفق مع الحقائق التى ورد بها النقل أو الشرع فى هذا المجال.
وعلى أي حال فإن التوفيق بين الحكمة والشريعة أو بين العقل والنقل يعد من أهم الأهداف التى قصدت إليها فى نظرها. فمن الواضح أن ابن طفيل قد حرص على بيان أن الحكمة توافق الشريعة وأن ما وصل إليه العقل يوافق ما ورد فى النقل. وهذا ما يبرز من خلال اتصال حى بن يقظان بأبسال.
ولما سمع حى ذلك كله فهمه ولم ير فيه شيئا على خلاف ما شاهده فى مقامه الكريم، وعلم أن الذى وصف ذلك وجاء به محق فى وصفه، صادق فى قوله, رسول من عند ربه, فآمن به وصدقه وشهد برسالته.
ومعنى هذا أن حي بن يقظان قد أدرك الحكمة فى أن الرسول ضرب الأمثال للناس فى أكثر ما وصفه من أمر العالم الإلهى، وأضرب عن المكاشفة، بعد أن علم أن الناس ليسوا كلهم نوى فطر قائقة، وأذهان ثاقبة.
وفى هذا إشارة صريحة من ابن طفيل إلى أن أصحاب المعرفة العقلية المباشرة وذوى الكشف والذوق والمشاهدة أفضل من أصحب النقل والشرع الذين استمدوا معرفتهم من الدين دون تمحيصها والنظر العقلى فيها، بل إن ابن طفيل يفضل العبادة العقلية التى عرفها ( حى ) بنفسه على العبادة التى وصفها الأنبياء للناس. وذلك ظاهر فى قوله عن حى وأبسال بأنهما يئسا من إصلاح الناس ورجعا إلى جزيرتهما. وكذلك نأخذ على ابن طفيل نقده للفلاسفة وتحامله عليهم وخاصة الفرابى والغزالى حتى إنه رمى الغزالى بالجهل وأنه لم يفهم الفلسفة المشرقية, واتهمه بأنه كان يماشى الناس ويكتب لهم حسب أهوائهم, ووصفه بالتناقض.

ثالثا : اتوفيق بين الدين والفلسفة عند ابن رشد
ولد أبو وليد محمد بن أحمد بن رشد سنة 520 هـ بقرطبة التى كانت من أبرز المدن المشهورة بمكانتها العلمية فى الأندلس. وتوفى سنة 580 هـ .
وعلى أي حال فإن ابن رشد اهتم فى فلسفته بالتوفيق بين الدين والفلسفة أو بين الحكمة والشريعة أو بين العقل والوحى.
لقد أحاطت بابن رشد ظروف وأسباب دعته إلى الخوض فى هذه المشكلة، ومعالجتها بطريقته الخاصة، ولعل أهم هذه الظروف والأسباب ما يلى :
1.     أن البعض قد صرح باحكمة كلها للجمهور،وبآراء الحكمة على ما أداه إليه فهمه. وكان لذلك أثره فى أن البعض رأى أن الحكمة مخالفة للحكمة. وقد أراد ابن رشد أن يزيل سوء الفهم للصلة بين الشريعة والحكمة عن طريق التقريب والتوفيق بينهما.
2.     كانت الظروف التى تحيط به فى المجتمع الإسلامى وخاصة فى الأندلس تقتضى منه التوفيق بين الدين والفلسفة. ذلك أن المذهب المالكى كان سائدا فيها. وأصحاب هذا المذهب لايتحمسون للفلسفة، بل إن كثيرا منهم يقفون منها موقف العداء، ويزعمون تحريم الاشتغال بها.
3.     الصراح المريروالخلاف الذى حدث بين الفرق الإسلامية، ذلك ئان كل فرقة أو طائفة منها كانت تزعم أنها هي التى اهتدت إلى الحقيقة وحدها.
4.     غلوه فى حب أرسطو والإشادة به وبعقله، فقد بالغ ابن رشد فى إعجابه بأرسطو، وظن فيه الكمال فى العقل والعصمة فى الرأي، وقدم أعظم شروح لكتابه.
هذه هى أهم الأسباب التى يرجع إليها سر اهتمام ابن رشد بالتوفيق بين الدين والفلسفة، وحرصه على تأكيد عدم تعارض الحقيقة الدينية مع الحقيقة الفلسفية. ولكن يجدر بنا أن نأخذ فى توضيح الحقيقة فى ذلك أن نعرض للمحور أو الأساس الذى استند عليه فى عملية الوقيق بين الدين والفلسفة.
لقد ادععى بعض الباحثين أن الأساس الذى استند عليه ابن رشد وانطلق منه فى التوفيق بين الدين والفلسفة يتمثل فى النظرية الأفلاطونية المحدثة القائلة بوحدة الحقيقة على اختلاف مظاهرها.
الواقع أننا نتردد فى التسليم بصحة هذا الادعاء, ولكننا لاينبغى لنا أن نجزم بنفيه إلا إذا بحثنا ونقبنا. فإذا وجدنا فى الإسلام وأصوله الفكرية الأساس الذى يسمح لهم بالتوفيق بين الدين والفلسفة، ويبرر عملهم فى ذلك، استطعنا أن نقطع برأينا فيه.
والواقع أن استقراء تاريخ العلاقة بين العقل والدين يبين أنه لم يحدث بينهما نزاع أدى إلى استبعاد العقل واضطهاد أهله إلا تحت تأثير اجتماع عاملين : أولهما حين تكون لدى رجال الدين سلطة تمكنهم من اضطهاد العقل. وثانيهما حين يجرأ العقل على اقتحام المنطقة الحرام التى حرمها رجال الدين.
وإذن فلا مجالللقول بأن ابن رشد قد أخذ نظرية الطبقات الثلاث للأدلة من الفلسفة الإغرقية وإن كان يمكن القول بأنه قد استعار – فى هذه النظرية – شكلا يونانيا لمضمون إسلامى صريح.
هذا وبعد أن وضحنا الأساس الذى استند إليه، والقاعدة التى انطلق منها ابن رشد وفلاسفة الإسلام عامة فى التوفيق بين الدين والفلسفة، وناقشها الادعاء أو الزعم الذى أطلقه بعض الباحثين فى هذا المجال، نوضح منهجه فا التوفيق.
لقد نهض الشارح الأكبر بدوره الذى فرضته غليه الظروف والأسباب التى أشرنا إليها، وقدم صورة أو نمطا فريدا للتوفيق بين الفبسفة والدين، او بين الشريعة والحكمة.
وعلى أى حال فإن ابن رشد لم يتبع فى التوفيق بين الدين والفلسفة خطى أسلافه، بل ولم يسلك مسلك معاصره ابن طفيل الأندلسى الذى أسند إلى ( حى بن يقظان ) بطل قصته ملكة خارقة ومكنته من الرقى فى مدارج المعرفة حتى انتهى إلىأسمى مراتب التصوف، ويشاهد المعارف الإلهية، إلا أن إدراكها وقف على أصحاب ( الفظر الفائقة ) كما ذكر ابت طفيل.
وأيا كان الأمر فإن ابن رشد قد استند فى منهجه الذى اتبعه فى علاجه لمشكلة الوفيق بين الشريعة والحكمة أو الدين والفلسفة إلى مبادئ وأسس من أهمها ما يلى :
1.     أن الدين يوجب التفلسف
2.     أن الشرع فيه ظاهر وباطن
3.     أن التأويل ضرورى لخير الشريعة والحكمة، أو الدين والفلسفة


0 komentar:

Post a Comment